الدورة الثانية للإحتفاء باليوم العالمي لمكافحة التدخين ماي 2018

by F.ouhsaine F.ouhsaine

 تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية حول النهوض بالشباب و إعداده للاندماج الكامل في المسار التنموي الديمقراطي للمجتمع، كما جاء في الخطاب الملكي التاريخي بشأن الشباب بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب لسنة 2012، و الذي يعتبر مرجعا هاما و أساسيا بخصوص إستراتيجية إعداد شباب المغرب لغد أفضل، حيث جاء فيه: »  ينبغي إعادة النظر في مقاربتنا٬ وفي الطرق المتبعة في المدرسة٬ للانتقال من منطق تربوي يرتكز على المدرس وأدائه٬ مقتصرا على تلقين المعارف للمتعلمين٬ إلى منطق آخر يقوم على تفاعل هؤلاء المتعلمين٬ وتنمية قدراتهم الذاتية٬ وإتاحة الفرص أمامهم في الإبداع والابتكار٬ فضلا عن تمكينهم من اكتساب المهارات٬ والتشبع بقواعد التعايش مع الآخرين٬ في التزام بقيم الحرية والمساواة٬ واحترام التنوع والاختلاف. « 

وتقديرا للدعوة الملكية السامية٬ يندرج هذا النشاط في إطار الاحتفال باليوم العالمي للامتناع عن التبغ  و الذي يصادف يوم 31 ماي من كل سنة ، وهو الموعد الذي حرصت جمعية » انا وانت «  على تخليده هذه السنة من خلال تنظيم الدورة الثانية بعد دورة ٬2016 و يعتبر هذا النشاط تتويجا للبرنامج السنوي الذي أنجزته الجمعية في إطار الشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و البحث العلمي و مندوبية وزارة الصحة بفاس و بتنسيق مع ولاية امن فاس وبدعم من مجلس جهة فاس مكناس٬ بخصوص مقاربة ظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات في الوسط المدرسي ثقافيا وابداعيا.

 هذا البرنامج الذي تم إعطاء انطلاقته بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و البحث العلمي حيث عُقد لقاء يجمع كل الشركاء و بحضور مديري المؤسسات التعليمية المعنية و المتواجدة بمختلف مقاطعات مدينة فاس٬ من أجل اطلاعهم على البرنامج السنوي و أهدافه و هو البرنامج الذي استهدف كمرحلة أولية 13 مؤسسةتعليمية بخصوص الحملة التحسيسية و التوعوية بمخاطر التدخين و تعاطي المخدرات على الفرد و الأسرة و المجتمع و التي ترتكز أساسا على المحاضرات العلمية و عرض أفلام قصيرة٬ شارك فيها أطر الجمعية و الصحة و التعليم و ولاية أمن فاس  حيث استفاد أزيد من 610 تلميذة و تلميذ  بشكل مباشر و 3050 بشكل غير مباشر (محيط التلميذ).

وفي المرحلة الثانية لهذا البرنامج و التي تخص مقاربة التلاميذ لظاهرة التدخين و تعاطي  المخدرات ثقافيا و إبداعيا٬ فقد عرفت انخراط ثماني مؤسسات تعليمية، حيث انخرطت هذه المؤسسات في البرنامج الذي بدأ في شهر أكتوبر2017 وامتد الى غاية نهاية شهر أبريل 2018، وعرف تنظيم مجموعة من المسابقات همت ورشات خاصة بالمسرح وأخرى مرتبطة بالفن التشكيلي وفن المجسمات شارك فيها أزيد من 180 تلميذة و تلميذ بإبداعاتهم المسرحية و ورشات الفن التشكيلي. وقد شكلت هذه الأنشطة فرصة عبر من خلالها التلاميذ عن تمثلاتهم لظاهرة التدخين وتعاطي المخدرات وانعكاساتها على الصحة والمجتمع وكذلك على المسار التعليمي للتلاميذ (تدني المستوى الدراسي، الهدر المدرسي…)

ان جمعية انا وانت، من خلال هذا البرنامج الذي ينضوي في اطار انشطتها التوعوية والتثقيفية والتربوية والصحية تهدف الى جعل فئة المتعلمين باعتبارهم الفئة الاكثر تضررا من انعكاسات هذه الظاهرة الى تجاوز المقاربة التقليدية في التعاطي مع هذه الظاهرة عبر جعل الشباب المتمدرس ينخرط في انشطة تثقيفية وتوعوية  وابداعية، يكون هو محورها من خلال اعمال فنية، تعالج الظاهرة و تعمل على رصد تجلياتها وتصور حلول لها. ولعل ربط هذه الظاهرة بالوسط المدرسي يهدف الى جعل التلاميذ يعون مسؤوليتهم المشتركة مع جهات واطراف اخرى بجعل المدرسة فضاء لترسيخ السلوكالمدني ورافعة لإنتاج القيم والارتقاء بها.

رئيسة الجمعية  : د٠ فاطمة أحسين